"بين طيات النسيان"
"انهت عملها في المطعم في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ابتسمت عندما لمحته من بعيد علي دراجته النارية يلوح لها بيديه، تحركت ركضا تعبر الطريق وابتسامة سعيدة تشق وجهها بمجرد رؤيته، اقتربت منه عانقته بقوة، احتضنها وهمس بجانب اذنها: وحشتيني..
شعرت بالسعادة تغمرها هتفت بالقرب من اذنية بحب: وحشتيني اكتر يا حبيبي...
امسك يدها ونظر داخل عينيها بحب وقال: مصدقت خلصتي شغل عشان نسهر سوا...
هتفت ببسمة سعيدة: هتسهر معايا للصبح..
هتف بحنان: ماشي، يلا اركبي...
ركبت خلفه علي الدراجة النارية، لفت ذراعيها حول خصره واسندت رأسها علي ظهره بحب، شعر بالسعادة من فعلتها، قاد الدراجة بسرعة جنونية وسط صرخات اسيا التي تتسمك به اكثر كي لا تقع، صرخاتها المجنونة توحي بمدي سعادتها بقرب حبيبها وخطبيها فضيل لا توصف....
اوقف الدراجة امام المنزل البسيط التي تقطن فيه داخل منطقة شعبية، صعد معها درجات السلم، توجهت للشقة، اغلق الباب خلفه، توجهت لغرفتها تغير ملابسها، دخل المطبخ يعد لتلك السهرة التي ستظل طيلة الليل، احضر زجاجات المياة الغازية، اعد الفشار والتسالي، خرجت من الغرفتة وتوجهت للمطبخ تساعدة في اعداد الطعام...
هتفت اسيا بتسأل: عملت اي المدير رضي ينشرلك المقال..
هتف فضيل بحزن: لا مرديش خاف الدار تتقفل..
هتفت بضيق: ليه انت بتدافع عن الحق..
هتف باستياء: صوت الحق لازم يتخرس عشان نقدر نعيش في وسط الغابة، مش حابب اتكلم في الموضوع تعالي نطلع فوق السطوح....
هتفت بحزن لاجله: ان شاء الله هتتعدل يا حبيبي، وتكون اشهر صحفي في البلد...
ضحك علي كلامها وقال: خليكي ادعي لحد ما بجيب لورا..
ضحكت علي مزحته وتوجهت معه للسطح حيث الليلة الطويلة التي تجمع العشاق معاً...
افترشوا الارض، يتناولون المشروبات الغازية وسط مزاح فضيل الذي لا ينتهي وضحكات اسيا التي تهون عليه مرارة الحياة....
نامت علي قدمية، يداعب خصلاتها بحنان وسط نظراته العاشقة الذي يرمقها اليها بين الحين والاخر...
هتف بعشق: وجودك جمبي هو الي مهون عليا كل دا يا اسيا..
ابتسمت بعشق وقالت: تقصد وجودنا مع بعض، مش مصدقة امتا هنتجمع في بيت واحد...
هتف بحزن: دي امنيتي يا اسيا، لكن الظروف الي احنا فيها، بقلنا 3 سنين مخطوبين ومش قادر الاقي شقة عشان نتجوز فيها...
هتفت ببسمة تزيل عنه تلك المشقة: كفاية اننا مع بعض دا يهون علينا كل الصعوبات...
تناول انامل يدها مقبلهم بحب وقال: وجودك جمبي بالنسبالي دا كفاية...
خيم عليهم الصمت، لكن ذلك الصمت تقابلة نظرات تدل علي عشق رغم الصمت يحمل لغة خاصة لا يعرفها الي من عشق بحب......
تمددت علي الارضية، وضعت رأسها علي صدرة وضمت يديها حول جسده والنعاس يغلبها لتغفو، احتضنها بحب يتامل ملامحها النائمة الذي يحبها، اسيا التي خطفت قلبه من اول لقاء جمعهم معا في ذلك المطعم التي تعمل فيه ومن وقتها وقع في حبها الي تلك اللحظة التي تجمعهم معاً........
ظل يتامل ملامحها حتي غفي بجانبها، يتفقون علي تلك الليلة التي يقضوها معا من حين لاخر، يجتمع مع حب عمره اسيا.....
افاق علي الشروق يداعب عينيه، حجب الضوء عن عينيها عندما وجدها تتملل في نومتها، اعتدل برفق وحملها بين ذراعية هبط لشقتها وضعها في فراشها ودثرها جيدا بالبطانية، طبع قبلة علي خديها وغادر المنزل، استقل دراجته متجها لعملة في الجريدة.......
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
استقيظت في تمام الساعة الثانية ظهرا، وجدت نفسها في غرفتها، يبدو ان فضيل نقلها لغرفتها ورحل لعمله، دلفت للحمام تاخذ دشا ساخن، تناولت فطورا خفيفا ، ارتدت ملابسها بنطال جينز واسع اسفله بلوزة اوفر سيز بنصف كم وربطت شعرها علي شكل كعكة وحملت حقبتها ، غادرت الشقة متوجة للمطعم......
دلفت للمطعم تلقي السلام على الفتيات العاملات ارتدت اليوني فورم الخاص بالمطعم، حملت قائمة الطلبات، توجهت للرجل الذي يجلس علي الطاولة بمفردة وضعت المانيو علي الطاولة، وقفت تنتظر طلبه، نظر اليها بهدوء ولكنه لم يقدر علي ان يخفض بصره عنها، لم يري فتاة في ملامحها، شعرت بالريبة من نظرات الرجل لكنها حاولت الثبات، اختار مشروب ساخن واملاة عليها، تحركت تحضر الطلب ولكن نظراته ما زالت تلاحقها، حتي بعد ان غادر المطعم....
تحرك بالسيارة وهو يتذكر ملامح تلك الحسناء التي تعمل في ذلك المطعم، رن هاتفه نظر لشاشة بتافف تلك البلهاء لا تتوقف عن الاتصال به ، لا يريدها الان، ما يشغل عقله تلك المليحة التي راها الان.....
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
يجلس على المكتب، يكتب ذلك المقال الذي سيتم نشره غدا في الجريدة، يشعر ببعض الارهاق ورغبة في القئ لكن يحاول الثبات قدر استطاعته كي يواصل العمل، قاوم نوبة القئ التي تاتي من فترة لاخري حتي صار غير قادر على المقاومة، فتحرك راكضا نحو دورة المياة، افرغ ما بجوفة، يشعر بتقلص في معدته يزداد مع الوقت، غادر دورة المياة ومذاق الحامض المعدي يطغي على فهمه فيجعله يريد التقئ مجددا، تحرك للمكتب وهو يشعر ببعض التحسن ولو نسبي لكنه بخير،، يحاول العمل علي الكيبورد ويكتب ذلك المقال لكن الرؤية اصبحت مشوشة والزغللة تصيب عينية تدريجياً، ليغمي عليه، اقترب زملائه يسعفونه ويحاولون افاقته لكنه لم يفيق، طلبوا الاسعاف لتنقله للمستشفي......
حاله من المرج في قسم الاستقبال وتلك الحالة التي يسعفوها، اقتربت الممرضة تسحب عينة دم لتجري التحاليل اللازمة، ممرضة اخري تعلق المحاليل الوريدية، الطبيب يقيش مؤشراته الحيوية، الطبيب يطالب باجراء بعد الاشعة والفحوصات للتاكد من سلامة الشاب المغمي عليه، الطبيب يروداه عدت شكوك، ستنفي الشكوك بمجرد انتهاء الفحوصات التي تجري الان.....
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
جلست علي الكرسي تهاتف فضيل وتطمئن عليه لانه لم يحادثها منذ ثلاث ساعات منذ اخر مكالمة جرت بينهم وهو يبدا في كتابة المقال، الهاتف يعطي جرس لكنه لم يرد، فعلت ذلك عدت مرات ليسوارها بعد القلق، تهدي نفسها ربما هو مشغول في امور اخري لذلك لم يرد، عادت الي العمل وهي شاردة الذهن في حبيبها الذي لم يرد...
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
وقفت امام باب الغرفة ودقات قلبها تتسارع بشكل كبير يكاد يتوقف قلبها، تاملت رقدته علي الفراش ودموعها تغلبها بالسقوط، اقتربت ببطء وجدته شارد، يوجه راسة للجهة الاخري،، نادته بصوت هامس ضغيف: فضيل..
لم يجب عليها، لكن اجابتها تلك الدمعة الهاربة من مقلتيه، وضعت رأسها علي صدره وهتفت بقلق: مالك يا فضيل..
وجه نظره نحوها وهتف بياس: اسيا، انا هموت..
لم تستوعب الكلمة رفعت رأسها مقابلة لوجهه وقالت بعدم تصديق: هتموت..
هتف بدموع: ايوا، كلها ايام وهموت...
هتفت بعدم استعياب: ازاي يا فضيل...
هتف بياس: اسيا انا عندي سرطان وهموت..
هتفت بدموع ونفي : سرطان، متقلش كدا هتقوم بالسلامة وهتخف ونتجوز يا فضيل، اكيد الدكاترة كدابيين...
هتف بنفي: دي الحقيقة يا اسيا...
احتضنته بقوة وقالت بخوف: هتبقي كويس يا فضيل،، لازم تبقي كويس ارجوك...
ضمها بين يديه وكليهم يبحثون عن امل يتشبتون به.....
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
نظرت اليه باندهاش من صمته وقالت: سامر انت سرحان في اي...
عاد للواقع وهتف بتسأل: كنتي بتقولي اي ...
هتفت بضيق من عدم انتباهه: واضح انك مش معايا، بتفكر في مين غيري...
هتف بملل من اسلوبها الذي لن يتغير: ما تبطلي الاسطوانه دي...
هتفت شيماء بغضب: ابطل هو انت الي راضي تبطل اسلوبك، مش محترمني ولا محترم خطوبتنا، كل يوم ما واحدة وساكته، لكن كفاية كدا يا استاذ سامر، اتفضل دبلتك اهي ومش عاوزة اشوف وشك....
القت الخاتم علي الطاولة وتحركت مغادرة تجر ازيال خيبتها.....
زفر بضيق من اسلوبها الذي لا يعجبه وقال: احسن بردوا، يا تري انتي مين يا سكر.....
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
وقف الطبيب يتابع حاله فضيل واسيا ينهشها القلق علي حبيبها الذي اصاب بذلك المرض اللعين...
هتف الطبيب بشرح: يدوب نبدا في العلاج الكيماوي عشان نقلل انتشار الورم في الجسم، حالتك علي الاقل لزامها تمن جلسات علاج كيماوي ولو مش ليقنا تاثير هنستخدم العلاج الاشعاعي، باذن الله منطرش لاستئصال الورم....
هز فضيل رأسه بياس، هتفت اسيا ببسمة باهته: شكرا يا دكتور...
هتف الطبيب بعملية: العفو...
تحرك مغادر الغرفة، نظرت اسيا اليه ببسمة هادئة مطمٔنة وقالت:هتقوم بالسلامة يا حبيبي، هنبدا علاج من بكرا وهتكون معايا وههتم بيك عشان تخف يا بطل...
طبعت قبلة حانية علي جبهته واسندت رأسها علي صدره بحنان....
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
توجه للمطعم في اليوم التالي لكي يراها، انتظر ساعة كاملة علي امل رايتها ولكنها لم تاتي، شعر بالحزن وهو لم يراها اليوم، قاد سياراته متوجها للعمل وباله مشغول عن تلك التي لا يعرف حتي اسمها......
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
نظرت اليه ببسمة مشجعة وهو يجلس في قسم الكيماوي، يديه موصلة بمحاليل وريدية تتغير من حين لاخر، لاحظت شحوب وجهه وعلامات الالم التي تظهر علي وجهه، ادمعت عينية وهي تراه يتالم ولا تستطيع فعل له اي شيء، مرت ساعات الجلسة صعبة علي كليهم وخاصة ان تلك الجلسة الاولي، شعر بالتعب ورغبة شديدة في القئ بسبب ذلك الدواء الذي يسري في عروقة، اسندته اسيا وتوجهت نحو منزلها، يقطن معها هذة الايام حتي يتماثل للشفاء، وضعته في الغرفة علي الفراش، احضرت ملابسة التي جاءت بها من منزله، جهزت ملابس كي يبدل تلك التي يرتديها، بدل ملابسة وتوجهت للمطبخ تعد الطعام ، رفض بشدة بسبب نوبة القئ التي تهاجمة فتجعله يخرج كل ما في جوفه، تركته في الغرفة نائم وجلست في الصالة تبكي علي حال حبيبها وتلك الايام التي لن تمر مرور الكرام.........
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
جلس على الكرسي فوق اسطح البناية ، يتطلع للاماكن حوله بشرود وتوهان، الحياة برفقة المرض مختلفة بشكل كبير، صارت الحياة مؤلمة، كئيبة، مثيرة للحزن والغم والعبارات الساقطة من مقلتية.....
نظرت الي جسلته الشاردة الذي اصبح يعتاد عليها طيلت الايام، نظرت اليه بشفقة وراسه التي اصبحت صلعاء بفعل الكيماوي الذي يسري في جسده الهزيل الذي خسر نسبة كبيره من وزنه بسبب القٔي المستمر، فقد رغبته في كل شئ، الطعام، الحياة، الضحك، السعادة، اصبحت تلك حياته، تحاول ان تكون قوية حتي لا تتاثر حالته، تريده ان يكون قويا ويقاوم ذلك المرض ويعودوا لحياتهم الطبيعية، لكن ذلك لن يحدث الا لو تحلو بالقوة والثبات والتحدي، اقتربت منه وضعت يدها علي كتفيه فانتبه ونظر اليها....
هتفت بحنان: هتفضل ساكت كدا كتير..
هتف بياس: هقول اي...
هتفت اسيا بحب: تتكلم معايا وتفضفضلي انت حاسس بايه، تشاركيني المك متكتمش في قلبك...
هتف فضيل ببسمة: محدش هيفهمني وهيحس بالمي..
وضعت اصبعها علي فمه تمنعه من استرسال الحديث وقالت بعتاب: ما عدا انا، عشان دا حاسس بيك يا حبيبي..
اشارت الي قلبها وهتفت بعشق: طوال ما قلبي بينبض فهو حاسس بوجعك وحزنك، اتكلم واحكيلي وانا هسمعك بكل حب وهخفف عنك يا عمري كله....
امسكت كف يده، اسندت رأسها علي كتفية وقالت بعشق: بحبك بجنون يا فضيل..
هتف فضيل بحب: بحبك يا اسيا، كفاية وجودك جمبي الي بيهون عليا حياتي...
طبع قبله علي رأسها، يشعر بالامان بقربها، يكفي وجودها ويذهب العالم الي الجحيم....
هتفت بحب وابتسامة مطمٔنة: هروح شغلي النهاردة، الاجازة الي كنت واخدها خلصت ولازم ارجع، خلي بالك من نفسك لحد ما جيلك، هتوحشني.....
طبعت قبلة علي شفتيه تودعه ذاهبه الي عملها في المطعم......
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
اوقف السيارة علي امام المطعم كل يوم ياتي لنفس المطعم لرؤيتها لكنه لا يراها، تعلق بها من نظرة وقوع بصره عليها، خطفت قلبه وعقلة جعلته يعتزل كل نساء حواء بمجرد نظرة من عينيها، سامر زير النساء الذي تقع اعتي النساء في حبه، تلك الانثي جعلته يجري وراءها من نظرة .....
تفقد الطريق من الخارج لامحها تقترب من عربته، ابتسم بتلقاءية، ازدادت ضربات قلبه تقترب للدخول من المطعم، غادر السيارة ركضا نحوها، امسك بيدها، توقفت مصدومة من الذي يمسك بيدها؟، نظرت لوجهه ويديها التي يتمسك بها، شعر بالتوتر ترك يدها وقال: اسف، مصدقت لقيتك، ممكن اتكلم معاكي...
قلبت عينيها نحوه بعدم فهم وقالت: ليه...
هتف بتوتر: ممكن تديني فرصة اتكلم معاكي...
هتفت بحدة: بصفتك اي..
هتف بوضوح: ما انا هوضحلك ممكن...
اشارت براسها موافقة، ابتسم براحة وقال: انا سامر بهاء،رجل اعمال، مش عارف هتفهميني ولا لا، لكني حبيتك من اول ما عيني جت في عينك، فضلت اجي هنا اشوفك لكنك مكنتيش بتيجي، هتسالي ازاي حبيتني وانت متعرفش اسمي، هقلك معرفش لكنك خطفتي قلبي من اول نظره....
صمت يري وقع كلماته عليها، اندهشت من كلامه الذي يمليه عليها، هتفت بوضوح: مقدرة مشاعرك لكن انا مخطوبة وبحب خطيبي...
اشارت للخاتم الذي يزن اصبعها، نظر اليها بصدمة وقال: مخطوبة، ممكن تديني فرصة ...
هتفت بحدة: اديك فرصة، انت شكلك مجنون امشي احسلنك مقدرش اخون خطيبي أبداً....
تركته وتوجهت للمطعم، نظر لاثرها بعدم استعاب لا يمكن ان تضيع من بين يديه يجب ان تحبه وكفي.....
توجه لسياراته يجلس داخلها ينتظر انتهاء عملها، حتي يعرف منزلها يجب ان تقع في حبه وتتزوجه ....
بدات عملها بعقل شارد من الشاب الذي اوقفها التي تذكرت انه اتي للمطعم قبل ذلك، كانت نظراته اليها صادمة حيث اندهشت من عينية المصوبة نحوها....
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
اتبعها بسياراته متوجها لمنزلها، لم تلاحظ سياراته التي صفت بمقربة من المنطقة الشعبية التي تسكنها..
توجهت لشقتها تشعر بالارهاق الشديد، دلفت لغرفة فضيل وجدته نائم علي فراشاه في سبات عميق، سمعت طرقات علي الباب، تحركت ببطء كي لا تحدث صوت يوقظ فضيل، فتحت الباب انصدمت من وجوده امامها هتف ببسمة واثقة: مفاجأة مش كدا..
هتفت بصدمة: انت عرفت مكان بيتي ازاي...
هتف بثقة: ممكن اعرف كل حاجه عنك في لمح البصر، عشان انتي بتاعتي وبس...
هتفت بغضب: بتاعتك، انت اكيد مجنون امشي من هنا احسنلك...
هتف بتحدي: مجنون بيكي وبس....
اغلقت الباب في وجهه لا تصدق تلك المصيبة التي سقطت عليها من الاامكان.....
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
تتشابك ايديهم يجبون الطرقات في منتصف الليل، ذلك الهدوء لا يليق الا بهم، نظرت اليه ببسمة امان، فضيل يتعافي مع الوقت، تبقي جلستين ويعود لحياته الطبيعية، تنمو خصلات شعرة ويعود جسده الي قوته، كل هذا جيد لكن الشاب الذي يلاحقها من حين لاخر، تراه في كل مكان وهذا ليس جيد، يحاول ان ياثر عليها لكنها تابي خيانة فضيل......
فاقت علي صوته الهادئ: سرحانه في اي...
هتفت ببسمة متوترة: سرحانة فيك...
ابتسم بعشق وقال: لدرجادي بتفكري فيا وانا معاكي...
ضغطت علي يديه برفق وقالت بحنان: ايوا....
هتف بتسأل: واخد بالي انك بقالك فترة متوترة وقلقانه، في حاجه مضيقاكي....
هتفت بنفي: لا أبداً مفيش حاجه، الشغل وقرفة.....
هتف بحزن: بكرا نتجوز وخليكي تبطلي شغل وبهدلة...
هتف ببسمة مطمئنة: لو هتبهدل عشانك مستعدة لاي حاجه...
لمحته من بعيد، ينظر بشر وضيق، تبادلت النظرات بينه وبين فضيل خشيت ان يراه، تغييرت تعابير وجهها للقلق، اندهش من ملامحها المصدومة وجه عينية نحو الجهة التي تنظر اليها، لاحظت حركة فضيل، قربت شفتيها من شفتيه تخطف قبلة سريعة تمنعه من النظر للجهة الاخري، انصدم من فعلتها لكن شعر بالسعادة، تبادر بتقبيلة، نظر اليهم بغيرة شديدة تنهش قلبه فهي التي بدأت بتقبيل الشاب، عبر من جانبهم وعينية تطلق شرارات الغضب عليها، لاحظت ابتعادة، انهت تلك القبلة الطويلة، نظرت بخجل لفضيل من فعلتها، هتف ببسمة: اتفاجأت من ردت فعلك السريعة....
هتفت بخجل: عارفني مجنونة وبعمل اي حاجه، يلا نروح البيت...
هتف بحب: يلا يا حبيبتي.....
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
تتقلب في الفراش جفاها النوم من كثرة التفكير في الفتي الذي لا يكف عن ملاحقتها من حين لاخر، تفكر ان تسرد لفضيل لكن حالته الصحية ليست جيدة علي الاطلاق، سمعت طرقات علي باب الشقة، توجهت للخارج بكسل وملل، تفاجأت من وجود سامر الذي لا يكف عن ملاحقتها، نظرت اليه باندهاش وقالت: اي الي جابك تاني....
هتف سامر بغضب: جيت عشان اشوف الي عملتيه مع خطيبك في الشارع...
هتفت اسيا بحدة: وانت مالك، خطيبي..
دفعها ببطء وتوجه داخل الشقة، حاوطها بين الحائط ويديه وهتف بغضب: انتي ملكي فاهمة يا اسيا...
حاولت التحدث لينهال عليها يلتهم شفتيها وهي في قمة صدمتها، ضربته علي صدره عدت مرات لكنه لم يتزحزح خطوة واحدة.....
ابتعد عنها وهتف بتحدي: ثبتلك انك ملكي وبتاعتي، مفيش راجل غيري يحط مليكته عليكي....
صفعته علي وجهه بقوة وهتفت بغضب: انت انسان متملك ومبتحبش غيرك نفسك، انا مش ملك حد فاهم، عمري ما افكر اخون خطيبي وحبيبي مهما حصل فاهم اطلع برا....
وضع يديه مكان صفعته وهتف بتحدي: لكن هو الي هيخونك وهتشوفي....
هتفت بحدة: اطلع برا......
غادر الشقة، ارتمت علي الارض تبكي وتنتحب بصوت غير مسموع، شعرت به يحتضنها ويربت علي شعرها بحنان، لفت ذراعيها حوله وهتفت بخوف: فضيل انا خايفة...
احتواها بين ذراعية حتي هدات تدريجياً، لم يسالها عن سبب بكائها تحركت لغرفتها منزوية فيها تبحث عن مخرج من ذلك المازق التي علقت فيه...
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
جاءتها مكالمة عاجلة من المدير، اعتذرت من فضيل وتحركت لعملها، جلس علي كرسي في قسم الكيماوي ينتظر تجهيز جرعة الدواء كي يأخذها، انتبه لتلك الفتاة التي تبكي وليس معها احد بجانبها، اقترب منها يواسيها هتف فضيل بحنان: مش معاكي حد...
إشارت بنفي و تجفف دموعها المتساقطة فاكمل قاءلا: اول مرة تاخدي الجرعة...
هتفت بدموع: ايوا..
هتف بتسأل: اسمك اي..
قالت بحزن: ندا...
هتف بحنان: متخافيش يا ندا هكون جمبك وانتي بتاخدي الجرعة...
هتفت ببسمة: شكراّ..
هتف ببسمة مطمئنة: العفو....
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
تسطحت على الفراش ،تبصر السقف بشرود ،الحزن يملأ قلبها يجعلها غير قادرة على العيش بسلام ،تشعر برغبة شديدة في الانعزال عن العالم ،داخلها خواء غريب يشعرها بحجم الوحاشة التي تسكنها ،فضيل يزداد بعدا عنها يوما بعد يوم ،تري مشاعره تتبدل وتتفت مع الوقت ،كلامهم باهت ومشاعرهم جافة ،تتساءل ماذا حدث لكل هذه الغربة بينهم؟
اليوم ذهب لحضور اخر جلسة علاجية من دونها رغم الحاحها الشديد بأن تذهب لكنه أصر على عدم ذهابها ،سمعت طرقات الباب بالخارج ،تحركت تفتح الباب فوجدته أمامها لن تندهش فهي اعتادت على تلك الأفعال منه ،هتف سامر ببسمة سعيدة: وحشتيني..
ظهرت تعابير النفور على وجهها ،لم يستءذنها توجه داخل الشقة ،جلس على الأريكة يشعل سيجارة التبغ وينظر إليها بهدوء مريب .....
هتفت بضيق :جاي ليه يا سامر...
هتف ببسمة باردة: وحشتيني قلت لازم اشوفك...
هتفت بغيظ:انت بقيت إنسان مستفز وعديم الزوق قلتلك مليون مرة متجيش هنا تاني...
هتف ببرود:كلامك زي العسل يا حبيبتي ,لكن مش موضوعنا مالك وشك دبلان كدا ليه ،خطيبك زعلك....
نطق كلماته الأخيرة بنوع من الخوف ،زفرت بضيق وقالت:ملكش دعوة بيا وقوم أمشي قبل ما فضيل يجي...
هتف ببرود ويسحب أنفاس من السيجارة ببطء:مفيش مشكلة اهو نتعرف على خطيبك وأشوف فيه أي أحسن مني ..
هتفت بحدة: أنت بتعمل كدا ليه يا سامر...
هتف سامر بوضوح:عشان بحبك يا آسيا ،ودي أول مرة أحب بجد , أول مرة أحس إني عايش أول ما شفتك ،غيرتي حياتي يا آسيا.....
هتفت بضيق من كلامه:بس أنا مش بحبك بحب فضيل وهفضل أحبه ياريت تنساني لأني منفعكش يا سامر...
هتف ببرود:مش هنساكي ،لانك حبيبتي وحب عمري وبس ...
تحرك مغادر الشقة ،تسطحت على الأريكة بحزن يجب أن تخبر فضيل بالأمر حتي لا يحدث خلاف بينهم ، تحب فضيل بل تعشقة ولا يجب أن ينتهي الذي بينهم والا ستكون نهايتها.....
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
نظر إليها بحب وقال :مش قادر أوصف إحساسي وانا معاكي يا ندا...
هتفت بخجل:ولا أنا مش عارفه إزاي اتعلقت بيك بالسرعة دي ،لكن دلوقتي أنا مبسوطة وأنا جمبك....
هتف فضيل بحب:أنا إلي حاسس بالأمان والحياة معاكي ،مش قادر اعبرلك غير أني محتاجك معايا بقيت أيامي.....
هتفت ندا بحزن:تب وخطيبتك ...
تذكر فضيل آسيا شعر ببعض الحزن لانه يعاملها بتجاهل تلك الأيام ،لكن لم يعد يريدها في حياته ،مشاعره تبدلت نحوها الآن يحب ندا ويريدها معه....
هتف ببسمة مطمئنة:متقلقيش هبلغها إني هنهي الخطوبة ونتجمع سوا يا حبيبتي....
ابتسمت بحب وقالت:يا رب يا فضيل....
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
دخل الشقة وجدها تجلس امام الطاولة تتناول الطعام ,اقترب وهتف ببسمة مطربة: مساء الخير..
أحست باضطرابة وقالت :مساء النور،مالك حساك متوتر...
جلس على الكرسي المقابل لها وهتف بهدوء: في حاجه كنت حابب أبلغك بيها...
هتفت بتوتر: أنت تعبان يا فضيل..
هتف بنفي:عاوز أكلمك بخصوص خطوبتنا..
هتفت بعد فهم:مالها الخطوبة..
هتف بتوتر:لازم تنتهي...
هتفت بعد استعياب:تنتهي ليه...
هتف بتوضيح: آسيا أنا بحب واحدة تانية ومينفعش اخدعها واخدعك ،فلازم نسيب بعض ...
أغمضت عينيها تقاوم تلك الغصة المريرة التي تملأ حنجرتها ،حاولت الثبات والهدوء قدر استطاعتها ،الصدمة كبيرة عليها ،نظرت إليه وهتفت ببرود نسبي:معاك في قرارك موافقة نسيب بعض...
نزعت الخاتم من يدها ووضعته على الطاولة، هتفت ببسمة شاحبة :ربنا يسعدك يا فضيل...
تعجب من ردت فعلها الهادئة للغاية توقع أنها سوف تنهار وتصرخ لكنها لم تفعل ذلك ......
ازال الخاتم من اصبعة ووضعة بجانب الآخر، تحرك للغرفة يلملم اغراضة ويرحل ......
تسطحت على الفراش تكتم شهقاتها بالوسادة حتي لا يصل صوتها إليه ،تلك النهاية المشؤمة التي نهيت بها قصتهم ،لذلك الحد تخلي عنها لأجل أخري
"أن تكون إنسان مفرط العطاء ذلك من الغباء ،كثرة العطاء تجعل الناس أنانية وتعتبر ذلك حقهم منك "
دقات قلبها السريعة جعلت تنفسها غير منتظم ،صداع يعصف برأسها يجعلها تصل للإغماء ،عينيها تنسحب من الواقع بالتدريج، تفقد الوعي وتغمض عينيها ،فاقت بعد مدة لتجد نفسها مكتومة على الفراش والصداع يعصف بها ،سمعت صوت إغلاق باب الشقة تحركت تلحقة لكنه قد ذهب ،لاحظت خواتم الخطبة ،اقترب تلتقطهم بيدها ،غادرت الشقة ركضا للخارج ،نادت عليه بصوت عالي ،التفت اليها ،لاحظ دموعها المتساقطة ،ابتسمت وقالت بأعين دامعة :نسيت دول...
التقطت يديه ووضعت الخواتم داخلها وقالت :سلام....
استدارت تعطيه ظهرها متحركة لشقتها ،نظر إليها وإلي الخواتم بين يديه بالأسف، تحرك مغادر المكان إلي وجهته الجديدة......
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
استعدت للذهاب إلي المطعم، لم تذهب منذ ثلاث أيام كي تتحسن حالتها النفسية لكن ذلك صعب ،لان الفراق يدمي القلب ،خصوصا فراق الأحبة ،اقتربت من المطعم همت تفتح الباب لتلاحظ فضيل بالداخل ومعة إمرأة ،المطعم مزين على أكمل وجه لحفلة ،تجمعت الدموع في مقلتيها وهي تراه ينحني على ركبتيه وهو يلبسها خاتم الخطبة ،الجميع يصفق بحرارة لذلك الموقف شديد الرومانسية ،قبلة حانية ممزوجة بالحب والسعادة طبعت على جبينها ،الالم يزداد داخل صدرها ،سمعته ينادي بصوتها التفت للوراء لتشاهد سامر على مسافة منها يحسها على الإقتراب نحوه ،تلك اللحظة حسمت أمرها ،يجب أن تختار نفسها في النهاية..
"مهما تعددت الخيارات أختر نفسك دائما"
تحركت مغادرة المكان بأكمله ،لم تستدير للخلف بل أنطلقت للإمام نحو حياتها الجديدة...
"مشاعر تشاور تودع تسافر مشاعر تموت و تحي مشاعر
مشاعر تشاور تودع تسافر مشاعر تموت و تحي مشاعر
يادى يادى يادى المشاعر يادى يادى يادى المشاعر
يادى يادى يادى المشاعر يادى يادى يادى المشاعر
يادى يادى يادى المشاعر يادى يادى يادى المشاعر
اللي غرب نفسه سافر من الام المشاعر
و اللي نفسه يعشها تاني هي هي المشاعر
و اللي داب بابتسامه من عينيه مر المشاعر
و اللي نفسه قصاد حبيبه يبان عليه حبيت مشاعر
يادى يادى يادى المشاعر يادى يادى يادى المشاعر
يادى يادى يادى المشاعر يادى يادى يادى المشاعر
يادى يادى يادى المشاعر يادى يادى يادى المشاعر
اللى بيفكر يفارق بس لوله المشاعر
و اللى سامح حد غالى راضى ذل المشاعر
و اللى ايده فى اي حبيبه بس مش حاسس مشاعر
و اللى راجع بعد ما انتهى وقت المشاعر
كل حاجه ناقصه حاجi و انت مش جنبى بيبى
نفسى اعمل اى حاجه بس ترجعلى حبيبي ...."
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
النهاية 9/2/2024.
مع تحيات/اوركيدا 🍁.